وصبا ودبورا وفي أوصافها حارة وباردة ووجه القراءة بالإفراد أن الريح اسم جنس يصدق على الكثير والقليل والدليل قول الشاطبي وفي النمل والأعراف والروم ثانيا وفاطر دمشكرا عطفا على قوله شاع والريح وحدى تنبيه اتفق القراء على القراءة بالجمع في أول الروم وهو قوله تعالى ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وذلك من أجل الجمع في
مبشرات كما اتفقوا على الكراءة بالإفراد في موضع الذاريات وهو قوله تعالى وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم وذلك من أجل الإفراد في العقيم قوله تعالى فتثير سحاباً، وقوله يستبشيرون قرأ ورش بترقيق الراء وكذا يرقق كل راء مفتوحة أو مضمومة وقعد في وسط الكلمة أو في آخرها بشرط أن يكون قبلها كسرة أصلية أو ياء ساكنة نحو
فراشا خيراً وهذا إذا لم يقع بعدها حرف استعلاء ولم تتكرر فإن وقع بعدها حرف استعلاء أو تكررت فإنها تفخم لجميع القراء نحو الصراط فرارا ولا يشترط مباشرة الكسرة للراء فإن حال بين الكسرة والراء ساكن فإنها ترقق له أيضا لأن الساكن حاجز غير حصين نحو إكراه بشرط ألا يكون هذا الساكن حرف استعلاء فإن كان حرف استعلاء واجب
تفخيمها نحو إصرى وقرى واستثنوا من حروف الاستعلاء الخائفة فقط فألحقوها بحروف الاستفال لضعفها بالهمس ولذلك رققوا إخراج حيث وقع فقرأ ورش إخراج وإن وقع بعدها حرف استعلاء فخمة أيضا للجميع نحو إعراضا وهناك كلمات خرجت عن هذه القواعد ترقيق الرائها كذا فتثير سحابا يستبشرون ودليل ترقيق رائ فتثير وصلا وكذا يستبشرون في
الحالين لورش قول ناظم ورقّق ورش كل راء وقبلها مسكّانة ياء أو الكسر موصلة ودليل أبي جعفر في مخالفة ورش قول ابن الجزري كقالون راءات ولا مات مثلها وقرأ الباقون بالتفخيم هكذا فتثير سحابا يستبشرون وإذا وقّف القراء على فتثير رقّقوا الراّ لكونها ساكنة بعد يا إن ساكنة قال الناظم ولكنها في وقفهم مع غيرها ترقّق بعد الكسر
أو ما تميّلا أو الياء تأتي بالسّكون هذا إذا كان الوقف بالسّكون المحب أما إذا كان بالروم فالروم كالوصل فمن رقّق وصلًا رقّق وقفًا مع الروم ومن فخّم وصلًا فخّم وقفًا مع الروم قال الشاطبي ورومهم كما وصلهم ومعلوم أن الروم لا يكون في المفتوح والمنصوب خلافًا لما جاء عن بعض النحاه قال الشاطبي ولم يره في الفتح والنصب
قارئٌ وعند إمام النحو في الكل أعمل قوله تعالى في السماء في السماء مد متصل وهو بالطول لورش وحمزة وللباقينا التوسق وهذا مستقر عليه رأي الأئمة قديما وحديثا وإذا أخذنا بمذهب الفويقات فيزيد لقالون وابن كثير وأبي عمر وأبي جعفر ويعقوب فويق القصر أي المد ثلاث حركات ويزيد لعاصم ثويق التوسط وهو المد خمس حركات قال الشاطبي
إذا ألف أوياؤها بعد كثرة أو الواو عن ضم لق الهمز طولا قال الشراح قد اتفق القراء على مد المتصل زيادة على ما فيه من المد الأصلي ولكنهم متفاوتون في هذه الزيادة وإن كانت عبارة النظم مطلقة تحتمل التسوية كما تحتمل التفاوت وقد نقل عنه تلميذه العلامة السخاوي أنه كان يقرأ في هذا النوع بمرتبتين طولا لورش حمزة وتقدر بست
حركات ووسطا وتقدر بأربع حركات وهي لباقي القراء وقال ابن الجزري ومده موسّط بقي بيان ما لحمزة وهشام من الأوجه عند الوقف على في السماء اعلم ان هشاما وحمزة يبدلان الهمزة ألفا عند الوقف من جنس ما قبله وحين اذ يجتمع ألفان فيجوز حذف احداهما تخلصا من اجتماع ساكنين في كلمة واحدة ويجوز إبقاؤهما لجواز اجتماع الساكنين عند
الوقف فعلى حذف إحداهما يحتمل أن يكون المحظوف الأولى وأن يكون الثانية فعلى تقدير أن المحظوف هي الأولى يتعيد القصر لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة فلا يجوز فيها إلا القصر مثل بدأ وأنشأ عند الوقف لهم تقول بدأ وأنشأ وعلى تقدير أن المحظوفة هي الثانية يجوز المد والقصر لأنه حرف مد وقع قبل همز مغيّر بالبدل ثم الحذ وعلى
إبقائهما يتعين المد بقدر ثلاث ألفات وجه ذلك أن في الكلمة ألفين، الألف الأولى والألف الثانية المبدلة من الهمزة، وتزاد ألف ثالثة للفصل بين الألفين، فيمد ست حركات، لأن مقدار الألف حركتان، وعلى هذا يكون في الوقف عليه وجهان القصر والمد، ويكون القصر على تقدير حذف الأولى أو الثانية ويكون المد على تقدير إبقاء الألفين
أو حلف الثانية وصدح العلماء بجواز التوسط فيه قياسا على سكون الوقف فيكون فيه ثلاثة أوجه عند إبدال الهمزة ألفا وهي القصر والتوسط والمد وفيه وجهان آخران وهما تسهير الهمزة بين بين مع رومها ويكون ذلك مع المد والقصر ووجه اشتراط روم الهمزة مع تسهيلها وعدم الاكتفاء بالتسهيل أن الوقف بالحركة الكاملة لا يجوز فمجموع
الأوجوه الجائزة لهشام وهمزة في الوقف على في السماء وأمثاله خمسة هكذا في السماء في السماء في السماء في السماي في السماي ولهشامٍ التوسط مع التسهيل بالروّ بدلاً من الطول عند حمزة هاكذا في السماي وللباقينا الحمز هاكذا في السماي ويراعة تفاوت المدّ وهذه الأوجه الخمسة تجوز أيضاً لحمزة وهشام في الوقف على الهمز المتطرف
الواقع بعد ألف إذا كان مرفوعاً نحو يشاء واعلم أن هشاماً يشارك حمزة في هذه الأوجه كلها ولا فرق بينه وبينه إلا في وجه التسهيل مع المد فإن حمزة يمد بمقدار ست حركات وهشاما يمد بمقدار أربع حركات كما سبق بيانه أما إذا كان الهمز متطرفا مفتوحا وقع بعد ألف نحو السماء فليس فيه عند الوقف لحمزة وهشام إلا الإبدال مع القصر
والتوسط والمد وليس فيه غير ذلك قال الناظم ويبدله مهما تطرف مثله ويقصر أو يمضي عن المد أطولا وقال أيضا وإن حرف مد قبل همز مغير يجز قصره والمد ما زال أعدلا وقال أيضا وما قبله التحريك أو ألف محركا طرفا فالبعض بالروم سهلا ودليل هشام قول ناظم ومثله يقول هشام ما تطرف مسهلا وقد قرأ خلفني العاشر وقفا كالباقيين بالحمز قال
الناظم وسل المعفس الفشا وحقق همز الوقف والسكت أهملا وما قيل في في السماء يمطبق على قوله تعالى في الآية كيف يشاء وقوله يشاء من عباده قوله تعالى كسفا قرأ أبو جعفر وابن ذكوان وهشام بخلف عنه في اسكان السين هاكذا كسفا والباقون بفتحها وهو الوجه الثاني لهشام هاكذا كسفا وجه كراءة الفتح أنه جمع كسفة أي قطعة والكسف القطعة
ووجه قراءة الإسكان أن كسفا مفرد أو أنه اسم دمع كسدره وسدر فيتراد فان والدليل قول الشاطبي رحمه الله وفي الروم سكّل ليس بالخلف مشكلة عطفا على قوله وعمّ نذا كسفا ودليل مخالفة أبي جعفر لنافع قول ابن الجزري كسفا نقلا تنبيه كسفا من قوله تعالى وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقول سحاب مرقوم بسورة الطور اتفق القراء العشرة
على قراءته بإسكان السين وذلك لوصفه بالمفرد المذكر في قوله تعالى ساقطا قوله تعالى فترى الودق لورش حال الوقف على فترى التقليل قولا واحدا ولأبي عمر وحمزة والكسائي وخلف العاشر الامالة وقفا والفتح وصل إلا أن للسوسي عند وصل فترى بالودق الامالة والفتح فتصير القراءة لورش هاكذا فترى الودق وصل وإذا وقف قلاً فترى وتكون
القراءة للسوسي هكذا فترى الودق فترى الودق بوجهين في فترى وصل وله وقفاً الإمالة هكذا فترى ورد ري عن أبي عمر وحمزة والكسائي وخلف العاشر هكذا فترى وقفا وإذا وصل فتحوا فترى الودق ون الباقيين الفتح وصلا ووقفا فترى فترى الودق دليل الامالة في فترى قول ناظم وحمزة منهم والكسائي بعده أمال ذوات الياء حيث تأصل وقوله وما بعد
راء إن شاع حكما ودليل بين بين لورش وذراء ورش بين بين ودليل إمالة السوسي وصلًا بخلاف وقبل سكون انقف بما في أصولهم وذراء فيه الخلف في الوصل يجتلى كموسى الهدى عيسى بن مريم والقرى التي مع ذكرى الدار ففهم محصلة وقد خالف أبو جعفر ويعقوب وأصلهما قال الناظم ولا تُمِ الحز سوى أعمى بسبحان أولى وطُلْ كافرينَ لِكُلَّ
وَالنَّمْلَ حُطُّ وَيَا أُيَاسِينَ يُمْنٌ وَافْتَحِ الْبَابَ إِذْ عَلَى قوله تعالى من خلاله قرأ أبو جعفر بإخفاء النون الساكنة عند الخائم على العنة هكذا من خلاله وقرأ الباقون بالإظهار هكذا من خلاله قال ابن الجزري وبخى وغين لخفى سوى ينغض يكم منخنق ألا قوله تعالى فإذا أصاب به مد منفصل وقد قرأه بالقصر والتوسط قالون
والدوري عن أبي عمر وقرأ السوسي وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب بالقصر قولا واحدا وأما التوسط وجها واحدا فهو لعاصم وابن عامر والكسائي وخلف في اختياره وأما الطول وجها واحدا فهو لورش وليحمزة وهذا ما يقرأ به واستقر عليه رأي الأئمة قديما وحديثا وهو مذهب فريق من المحققين ومنهم الإمام الشاطبي وإذا أخذنا بمذهب الفويقات الذي
قال به الداني وبعض العلماء فيزيد لقالون ودوري أبي عمر فويق القصر أي المد ثلاث حركات ويزيد لعاصم فويق التوسط وهو المد خمس حركات قال الشاطبي فإن ينفصل فالقصر بادله طالبا بخلفه ما يرويك درا ومخضلا ولم يذكر صاحب التيسير القصر عن الدوري فهو من زيادات القصيدة الشاطبية وجاء في تحريرات حسن خلف الحسيني على الشاطبية
المسمى نظم تحرير مسائل الشاطبية ومنفصل أشبع لورش وحمزة كمتصل والشام مع عاصم تلأ بأربعة ثم الكساء كذا جعلا وقال ابن الجزري ومده موسط ومنفصل قصراً ألا حزن وكذا الحكم في من عباده إذا مد منفصل فيه ما قلنا في فإذا أصاب قوله تعالى أصاب به يوجد مثلال كبير في كلمتين قرأ بإدغامه مسوسي عن أبي عمر هكذا أصاب به أصاب به أصاب به
فنبقون بالإظهار هكذا أصاب به والإدغام هو اللفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد أو هو اللفظ بحرفين حرفا كالثاني مشددا وشاهد الإدغام قول الشاطبي ودونك الإدغام الكبير وقطبه أبو عمر البصري يوفيه تحفلا أراد بذلك أن مدار الإدغام على أبي عمر فمنه أخذ وإليه أسند وعنه اشتهر من بين القراء السبعة وصريح النظم يفيد أن
الإدغام لأبي عمر من الروايتين ولكن المقروء به المعول عليه المأخوذ به من طريق الشاطبية والتيسير أن الإدغام خاص برواية السوسية عن أبي عمر وأما الدوري فليس له من طريق النظم وعصله إلا الإظهار ولذلك قال الإمام السخاوي تلميذ الإمام الشاطبي في شرحه لشاطبية وكان أبو القاسم الشاطبي يقرأ بالإدغام الكبير من طريق السوسي
لأنه كذا قرأ وقال النظم أيضا وما كان من مثلين في كلمتَيهما فلا بد من إدغام ما كان أولى إلى آخر ما قال ويراعة تثليث المد مع الإدغام الاسوسي لقول الناظم ابن الجزري في الطيبة ومعتلُّ سكا قبل مدُدا وقصره وأطلق المد في مدُدا ليدخل نوعاه الطُّول والتوسُّق لأنه دِنسٌ لهما وقُوبِلَ بالقصر وكلاهما ضدٌ له وفي تحيرات
الحسيني على الشاطبية وفي الوقف والإدغام ثلث لتجمُلَا قوله تعالى مَن يشَاءُ مِن عباده قرأ خلفٌ عن حمزة بالإدغام بلا غنة هكذا مَن يشَاءُ مِن عباده والبقون بالإدغام مع الغنة هكذا من يشاء من عباده ويراعة تفاوت المد قال الشاطبي وكل بينمو أدغمه مع غنة وفي الواوي واليادونها خلف تلأ وقد خلف خلف في اختياره روايته عن حمزة
فقرأ بالغنة عند الواوي والياء قال ابن الجزري وغنة يا والواوي فز قوله تعالى هم يستبشعون فيه ميم جمع بعدها محرك وقد قرأ أهل كثير وأبو جعفل بضم الميم وصلتها بواو في الوصل قولا واحدا ولقالون الصلة والإسكان وكذلك كل ميم جمع بعدها متحرك ووافقهم ورش في الصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع والبقول بإسكان الميم الصلة هكذا
هم يستبشرون والإسكان هكذا هم يستبشرون ولورش ترقيق الراء هكذا هم يستبشرون قال الشاطبي وصل ضم ميم الجمع قبل محرك دراكا وقالون بتخييره جلى ومن قبل همز القفع صلها لورشهم وأسكنها الباقون بعد لتكمل وقال ابن الجزري وصل بمميم الجمع أصل هذا والله تعالى أعلى وأعلم